فصل: (سورة البقرة: آية 197):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

{وَأَتِمُّوا} الواو عاطفة، وأتموا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {الْحَجَّ} مفعول به {وَالْعُمْرَةَ} معطوف على الحج {لِلَّهِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال، أي خالصا لوجهه، ولك أن تعلقهما بأتموا فتكون اللام هي لام المفعول لأجله، وقد اقتبس الشعراء هذا التعبير الجميل وصرفوه إلى مناحي التغزل، فقال ذو الرمّة وأبدع:
تمام الحجّ أن تقف المطايا ** على خرقاء واضعة اللثام

جعل الوقوف على خرقاء، وهي محبوبته من بني عامر، كبعض مناسك الحج التي لا ندحة عن إتمامها {فَإِنْ} الفاء الفصيحة، وإن شرطية {أُحْصِرْتُمْ} فعل ماض مبني للمجهول في محل جزم فعل الشرط {فَمَا} الفاء رابطة، وما اسم موصول في محل رفع مبتدأ خبره محذوف، أي فعليكم ما استيسر والجملة جزم جواب الشرط {اسْتَيْسَرَ} فعل ماض، وفاعله مستتر، والجملة لا محل لها لأنها صلة ما {مِنَ الْهَدْيِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال، أي كائنا من الهدي {وَلا} الواو حرف عطف، ولا ناهية {تَحْلِقُوا} فعل مضارع مجزوم بلا والواو فاعل {رُؤُسَكُمْ} مفعول به {حَتَّى يَبْلُغَ} حتى حرف غاية وجر والجار والمجرور متعلقان بتحلقوا ويبلغ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة {الْهَدْيِ} فاعل {مَحِلَّهُ} مفعول به {فَمَنْ} الفاء استئنافية، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ {كانَ} فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، واسمها ضمير مستتر يعود على من {مِنْكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال {مَرِيضًا} خبر كان {أَوْ} حرف عطف {بِهِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم {أَذىً} مبتدأ مؤخر وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين {مِنْ رَأْسِهِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لأذى {فَفِدْيَةٌ} الفاء رابطة لجواب الشرط، وفدية مبتدأ محذوف الخبر أي فعليه فدية والجملة جواب الشرط {مِنْ صِيامٍ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لفدية {أَوْ} حرف عطف {صَدَقَةٍ} عطف على صيام {أَوْ} حرف عطف {نُسُكٍ} معطوف على صيام وفعل الشرط وجوابه خبر من {فَإِذا} الفاء استئنافية وإذا ظرف لما يستقبل من الزمن {أَمِنْتُمْ} الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة. {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ} الفاء جواب إذا ومن اسم شرط جازم مبتدأ وتمتع فعل ماض في محل جزم فعل الشرط، وبالعمرة متعلقان بتمتع، والى الحج متعلقان بمحذوف، أي واستمر تمتعه وانتفاعه بالمحظورات إلى الحج {فَمَا} الفاء رابطة لجواب الشرط وما اسم موصول مبتدأ خبره محذوف، أي فعليه ما {اسْتَيْسَرَ} فعل في محل جزم جواب الشرط {مِنَ الْهَدْيِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال {فَمَنْ} الفاء استئنافية ومن شرطية مبتدأ {لَمْ يَجِدْ} لم حرف نفي وقلب وجزم، ويجد فعل مضارع مجزوم بلم، والفعل المجزوم هو فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر يعود على من، ومفعوله محذوف لظهور المعنى، والتقدير فمن لم يجد ما استيسر من الهدي {فَصِيامُ} الفاء رابطة لجواب الشرط، وصيام مبتدأ محذوف الخبر، أي فعليه فصيام، والجملة في محل جزم جواب الشرط {ثَلاثَةِ أَيَّامٍ} مضاف إليه {فِي الْحَجِّ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال {وَسَبْعَةٍ} عطف على ثلاثة {إِذا رَجَعْتُمْ} إذا ظرف لما يستقبل من الزمن، وجملة رجعتم في محل جر بالإضافة {تِلْكَ} اسم الإشارة مبتدأ {عَشَرَةٌ} خبر {كامِلَةٌ} صفة {ذلِكَ} اسم الإشارة مبتدأ {لِمَنْ} اللام حرف جر، ومن اسم موصول في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر {لَمْ يَكُنْ} لم حرف نفي وقلب وجزم، ويكن فعل مضارع ناقص مجزوم بلم {أَهْلُهُ} اسمها، وجملة لم يكن لا محل لها لأنها صلة اسم الموصول {حاضِرِي} خبر يكن {الْمَسْجِدِ} مضاف إليه {الْحَرامِ} صفة {وَاتَّقُوا اللَّهَ} الواو استئنافية، واتقوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل، ولفظ الجلالة مفعول به {وَاعْلَمُوا} عطف على اتقوا {أَنَّ اللَّهَ} أن واسمها {شَدِيدُ الْعِقابِ} خبر أنّ، وأنّ وما في حيزها سدت مسد مفعولي اعلموا.

.البلاغة:

في هذه الآية فنّ بياني رفيع دقيق المأخذ، ويسميه علماء البلاغة التكرير، وحدّه هو أن يدل اللفظ على المعنى مرددا، وهو في الآية بقوله تعالى: {تلك عشرة كاملة} بعد ثلاثة وسبعة تنوب مناب قوله ثلاثة وسبعة مرتين، ثم قال كاملة، وذلك توكيد ثالث، والأمر إذا صدر من الآمر على المأمور بلفظ التكرير ولم يكن موقتا بوقت معيّن كان في ذلك إهابة إلى المبادرة لامتثال الأمر والانصياع للحكم على الفور من غير ريث ولا إبطاء، ومن ثم وجب صوم الأيام السبعة عند الرجوع فورا، فتفطّن لها فإنها من الأسرار. وسترد للتكرير أمثلة في القرآن الكريم توضحه تمام الإيضاح وقد رمق الشعراء سماء القرآن فقال أبو تمام مادحا:
نهوض بثقل العبء مضطلع به ** وإن عظمت فيه الخطوب وجلّت

والثقل هو العبء، وإنما كره للمبالغة. وقال البحتري متغزلا:
ويوم تثنّت للوداع وسلّمت ** بعينين موصول بلحظهما السحر

توهمتها ألوى بأجفانها الكرى ** كرى النوم أو مالت بأعطافها الخمر

فقد أراد تشبيه طرفها لفتوره بالنائم، فكرر المعنى فيه على طريق المضاف والمضاف إليه، وهو قوله: كرى النوم تأكيدا له وزيادة في بيانه، أو ليزيل كل وهم قد يساور السامع.
قال المبرّد وأحسن: ذكر ذلك ليدل على انقضاء العدد لئلا يتوهم متوهّم أنه قد بقي بعد ذكر السبعة شيء آخر.

.[سورة البقرة: آية 197]:

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (197)}.

.اللغة:

{الفسوق} يقال فسق عن أمر اللّه أي خرج، وفسقت الرّطبة عن قشرها، والفأرة عن جحرها، ومن غريب الفاء والسين أن اجتماعهما فاء وعينا للكلمة يدلّ على استكراه في معنى الكلمة، وهذا أمر عجيب تميّزت به لغتنا على سائر اللغات. فمن ذلك فسأ الثّوب أي شقّه، وأنت تكره أن يفسأ لك أحد ثوبك، وفسئ بكسر السين خرج صدره ودخل ظهره، وتلك صورة مستكرهة منبوّة، وفسخ العقد نقضه، وما أحسب أحدا يرضى أن يفسخ له عقد، والفسل المسترذل المستوخم، قال الفرزدق:
فلا تقبلوا منهم أباعر تشترى ** بوكس ولا سودا تصحّ فسولها

.الإعراب:

{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ} مبتدأ وخبر، ومعلومات صفة لأشهر، والأشهر المعلومات: شوّال وذو القعدة وعشر ذي الحجة عند أبي حنيفة، وعند الشافعي: تسع ذي الحجة وليلة يوم النحر، وعند مالك: ذو الحجة كله في أحد أقواله، نزّل بعض الشهر منزلة الشهر كله، تقول: رأيتك سنة كذا وإنما وقعت الرؤية في ساعة من السنة لا كلها، والجملة مستأنفة لا محل لها {فَمَنْ} الفاء الفصيحة لأنها جاءت بمثابة إجابة بالتفصيل لمن استوضح عن المجمل، ومن اسم شرط جازم مبتدأ {فَرَضَ} فعل الشرط، وفاعله هو {فِيهِنَّ} الجار والمجرور متعلقان بفرض {الْحَجُّ} مفعول به، أي على نفسه {فَلا رَفَثَ} الفاء رابطة لجواب، ولا نافية للجنس، ورفث اسمها، وقد تقدم معنى الرفث {وَلا فُسُوقَ} عطف على قوله فلا رفث {وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ} عطف أيضا، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لا، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط، وفعل الشرط وجوابه خبر من {وَما} الواو استئنافية، وما اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم لتفعلوا {تَفْعَلُوا} فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون {مِنْ خَيْرٍ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال {يَعْلَمْهُ اللَّهُ} جواب الشرط، والهاء مفعول به، واللّه فاعل {وَتَزَوَّدُوا} الواو استئنافية، وتزودوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {فَإِنَّ} الفاء تعليلية، وإن حرف مشبه بالفعل {خَيْرَ الزَّادِ} اسم أن ومضاف إليه {التَّقْوى} خبرها، والجملة لا محل لها {وَاتَّقُونِ} الواو عاطفة، واتقون فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة والمدلول عليها بالكسرة مفعول به {يا أُولِي الْأَلْبابِ} يا أداة نداء، وأولي الألباب منادى مضاف وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والألباب مضاف إليه، والجملة معطوفة على جملة تزودوا.

.البلاغة:

1- في هذه الآية ضرب من النهي عجيب، وذلك أن المنهيّ عنه يتوقف مقياسه على حسب موقعه، بحيث يعتبر غير مستحقّ للنهي فيما لو وقع في غير ذلك الموقع، وتخصيص الحجّ بالنهي عن الرفث والفسوق والجدال فيه يشعر بأن هذه الأعمال في غير الحجّ، وإن كانت منهيا عنها وقبيحة، إلا أن ذلك القبح الثابت لها في غير الحج كلا قبح بالنسبة لوقوعها في الحجّ، فاجتنابها متحتّم على كل حال، ولكن اجتنابها في الحجّ أمر فوق الاجتناب. وللنهي في لغتنا العربية فروع وشعاب لا يكاد يسبر لها غور، ومن ذلك أن تنهى عن أمر هو في الحقيقة ممدوح ومحمود، ولكنه يوبق صاحبه إذا بلغه، وقد فطن شاعر الخلود المتنبي إلى هذه الأسرار عند ما نهى صاحبيه أن يبلغا سيف الدولة مديحه فيه فيزداد اندفاعا ويرمي بنفسه في المخاطر الموبقة، قال وقد سما ما شاء:
فلا تبلغاه ما أقول فإنّه ** شجاع متى بذكر له الطعن يشتق

فهو لم يقصد من التماسه من صاحبيه أن يكتما عن سيف الدولة ما سمعاه من صفات أعماله، وطعان فرسانه، رفقا به وحذرا أن يدفعه الشوق إلى التطويح بنفسه في المخاطر. ويشبهه إلى حدّ ما قول كثيّر صاحب عزة:
فلا تذكراه الحاجبيّة إنّه ** متى تذكراه الحاجبيّة يحزن

2- التشبيه البليغ، فقد شبه التقوى بالزاد بجامع التقوية وشدّ الأسر والامتناع.
3- الإطناب في قوله: {يا أولي الألباب} فإن الأمر بالتقوى ليس خاصا بأولي الألباب وحدهم، ولا يتوجّه الكلام إليهم دون غيرهم بصدد الحث عليها، لأن كل إنسان مأمور بالتقوى، ويسمى هذا ذكر الخاص بعد العام للتنبيه على فضل الخاص على العام وأرجحيته، وإنما يتفاضل الناس بالألباب التي هي العقول، وقد رمق المتنبي سماء هذا المعنى فقال:
لولا العقول لكان أدنى ضيغم ** أدنى إلى شرف من الإنسان

4- استعمل القرآن الألباب مجموعة فلم يأت بها مفردة لأنها من الألفاظ التي يسمج مفردها ويعذوذب جمعها، وهذا خاصة كامنة في لغتنا.

.[سورة البقرة: الآيات 198- 199]:

{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)}.

.اللغة:

{أَفَضْتُمْ} دفعتم أنفسكم وسرتم للخروج منها، والإفاضة دفع بكثرة من أفضت الماء إذا صببته بكثرة، وفي المصباح: وأفاض الناس من عرفات دفعوا منها، وكل دفعة إفاضة. وأفاضوا من منى إلى مكة يوم النحر رجعوا إليها، ومنه طواف الإفاضة أي طواف الرجوع من منى إلى مكة.
{عَرَفاتٍ} علم للموقف واستدل سيبويه على علميته بقوله: هذه عرفات مباركا فيها بنصب مباركا على الحال ولو كان نكرة لجرى عليه صفة، وبأنه لو كان نكرة لدخلت عليه الألف واللام، وهي لا تدخل. وسيأتي حكم إعرابه في الفوائد.
{الْمَشْعَرِ} جبل في آخر المزدلفة يقال له قزح وسمي مشعرا من الشعار وهو العلامة.

.الإعراب:

{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ} ليس فعل ماض ناقص وعليكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها المقدم وجناح اسم ليس المؤخر {أَنْ} حرف مصدري ونصب {تَبْتَغُوا} فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون والواو فاعل وإن وما في حيزها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض أي: في أن تبتغوا، والجار والمجرور صفة لجناح {فَضْلًا} مفعول به {مِنْ رَبِّكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بتبتغوا أو بمحذوف صفة لفضلا {فَإِذا} الفاء استئنافية، وإذا ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بالجواب {أَفَضْتُمْ} فعل وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة {مِنْ عَرَفاتٍ} الجار والمجرور متعلقان بأفضتم {فَاذْكُرُوا} الفاء رابطة لجواب الشرط واذكروا فعل أمر وفاعل، والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم {اللَّهَ} مفعول به {عِنْدَ الْمَشْعَرِ} الظرف متعلق باذكروا {الْحَرامِ} صفة للمشعر، ولك أن تعلق الظرف بمحذوف حال أي: كائنين عند المشعر الحرام {وَاذْكُرُوهُ} الواو عاطفة وكررها للتوكيد. واذكروه فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به {كَما هَداكُمْ} الكاف حرف جر وما مصدرية، وهي مع مجرورها في محل نصب مفعول مطلق أو حال، أي: اذكروه ذكرا حسنا، أو اذكروه مثل هدايته إياكم وجملة هداكم لا محل لها لأنها واقعة بعد موصول حرفي {وَإِنْ} الواو حالية وإن مخففة من الثقيلة وقد تقدم حكمها إذا خففت، وإن الأكثر إهمالها {كُنْتُمْ} كان الناقصة واسمها {مِنْ قَبْلِهِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال {لَمِنَ الضَّالِّينَ} اللام هي الفارقة، ومن الضالين جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كنتم. {ثُمَّ} حرف عطف للترتيب مع التراخي {أَفِيضُوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {مِنْ حَيْثُ} الجار والمجرور متعلقان بأفيضوا وقد تقدم القول في حيث {أَفاضَ النَّاسُ} فعل وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} الواو عاطفة واستغفروا اللّه فعل وفاعل ومفعول به {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أن واسمها وخبراها، والجملة تعليلية لا محل لها.

.الفوائد:

يعرب عرفات إعراب الجمع المؤنث السالم، ومثله جميع ما سمّي به كأذرعات، وهذا هو الفصيح فيها. وأجاز بعضهم أن تعرب إعراب مالا ينصرف، وقيل: يعرب إعراب الجمع المؤنث السالم غير أنه لا ينون. وقد روي قول امرئ القيس بالأوجه الثلاثة:
تنورتها من أذرعات وأهلها ** بيثرب أدنى دارها نظر عال